الشرق الاوسط

فلاح سوري هجّره إرهابيو PYD.. أحالوه من مالكٍ إلى أجيرٍ في الغربة

جمال هشلوم هرب من تل أبيض قبل نحو خمسة سنوات بسبب بطش التنظيم الإرهابي. تصوير: بلال خالد

يروي فلاح سوري من سكان إحدى قرى تل أبيض حكاية معاناته وأفراد عائلته جراء بطش تنظيم PYD/PKK الإرهابي، ويكشف جرائم التنظيم بحق المواطنين السوريين العزل.

يستيقظ المواطن السوري جمال هشلوم فجر كل يوم ليوقظ أبناء عائلته، ويستعد للمضي إلى أحد حقول القطن القريبة، ويشرع بجني الأزهار التي تتطلب عملاً شاقاً ومتواصلاً طيلة ساعات النهار.

الهشلوم الذي يعيش في قرية “جوناران” التابعة لقضاء أقجة قلعة التركي الحدودي ينتظر موسم جني القطن كل عام، للحصول على بعض المال الذي من شأنه أن يساعده وعائلته على تحمل تكاليف الحياة الباهظة في الغربة.

وقبل نحو خمس سنوات لجأ الهشلوم وعائلته إلى تركيا هرباً من بطش تنظيم PKK/PYD الإرهابي الذي استولى على قريتهم التابعة لمدينة تل أبيض السورية الحدودية.

يجمع المواطن السوري القطن في كيس يحمله على ظهره، ويقول “بالأمس كنا ملوكاً في منازلنا، عشنا طيلة أيام حياتنا في منزل العائلة الذي كان يسع الجميع، نفلح أرضنا ونزرعها بأنفسنا، وقد منّ الله علينا بأرض واسعة ورزق وفير، لكننا اليوم بتنا نعمل بالأجرة لدى الآخرين”.

يقول جمال لـTRT عربي إن “التنظيم الإرهابي تعمّد تهجير عدد كبير من سكان القرية بعد إذ فرض سيطرته عليها”.

ويشير إلى أن التنظيم يعمد إلى هدم المنازل التي يستولي عليها، ويقوم بفلاحة الأرض التي ليست ملكه كي يجني ثمارها ويتمتع برزقها، بينما يعاني أصحابها جرّاء مرارة الغربة والفقر.

ولفت إلى أن تنظيم PKK/PYD الإرهابي وإلى جانب هدم البيوت والاستيلاء على الأراضي، “يضع يده على ممتلكات النّاس الذين أخرجوا من ديارهم قسراّ، إذ يُسخّرُ سياراتهم وأملاكهم كلها لخدمة عناصره”.

ينفض الهشلوم الغبار المتراكم على يديه، وينظر إلى مدينته تل أبيض التي بدأت معالمها تلوح بالأفق وقد أسدلت الشمس خيوط أشعتها اللطيفة بعد أن بزغ فجر يوم جديد، ويقول “آه كم أشتاق إلى القرية والحي الذي فيه نشأت، حسبي الله فيهم ونعم الوكيل (في إشارة إلى عناصر التنظيم الإرهابي)”.

ويروي المواطن السوري مشاهد مؤلمة تكشف فصولاً من إمعان التنظيم الإرهابي في ارتكاب جرائم بحق المدنيين السوريين، “لم يكونوا يحترمون صغيراً أو كبيراً، والدي على سبيل المثال قضى نحبه قهراً بعد أن تعرضوا إليه بالضرب، ثم جعلوه حبيس منزله لا يغادره”.

وقال إنه لم يستطع إلقاء نظرة الوداع على والده المتوفي، “كنت أخشى من المشاركة في الجنازة خوفاً من تعرض التنظيم إليّ، لأن عناصره يلاحقون كل من يحاول العودة إلى منزله قادماً من تركيا، هؤلاء لا يؤمن شرّهم، ويُتقى بطشهم”.

ويشير جمال إلى أن عناصر التنظيم الإرهابي لا يفرقون بين شاب أو فتاة، كبير أو صغير “قبل أيام فقط خطفوا ابنة عمي التي تبلغ من العمر ثمانية أعوام فقط، وحتى اليوم نبحث عنها ونسأل بلا مجيب، يحاولون خطف الكبار والصغار بغية ابتزاز النّاس من جهة وإلصاق التهمة بأطراف أخرى من جهة أخرى”.

ويضيف أنه “سعى إلى الهرب بعائلته من بطش التنظيم غير مرّة، بيد أن عناصره كانت تحاصر المكان وتلاحق كل من يحاول الهرب”

“يهدمون منازلنا، ويستولون على أراضينا ويلقون بنا إلى الشوارع عنوة، ثم يحاولون منعنا من الهرب أيضاً، هذا دينهم وديدنهم، كل ما يعنيهم هو أن تزداد معاناة المواطنين”. يقول المواطن السوري.

وعلى الرغم مما تعرض له ما زال جمال الهشلوم يأمل بالعودة قريباً إلى تل أبيض بعد أن تتطهر من عناصر التنظيمات الإرهابية في إطار عملية “نبع السلام” العسكرية التي تهدف إلى إقامة منطقة آمنة في منطقة شرقي نهر الفرات شمالي سوريا.

ويقول “ازداد الأمل لدينا كثيراً، ونستبشر بقرب العودة إلى ديارنا بعد تقدم القوات في تلك المنطقة، ونأمل أن تُقام المنطقة الآمنة قريباً كي يتسنى لنا ذلك، وعلى الرغم من حفاوة الاستقبال في تركيا وما توفره لنا هذه الدولة، إلا أن المرء يطمح دائماً بالعودة إلى دياره، هناك كُنا نحن أصحاب الأرض وملاكها، ولكننا اليوم نعمل عند الآخرين”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى