Site icon Aznews TV

علاقة إيران بالولايات المتحدة: من الإطاحة بحكومة مصدق إلى الإطاحة بالاتفاق النووي

في يناير/كانون الثاني 2016 رفعت الولايات المتحدة العقوبات التي فرضتها على إيران بسبب برنامجها النووي بعد أن أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنفيذ إيران التزاماتها الواردة في الاتفاق المعروف باسم الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه عام 2015 بعد جولات مضنية من المفاوضات في إطار مجموعة 5 زائد واحد ( الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا).

لكن في مايو/ أيار 2018 أعلن الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي كما تعهد بذلك خلال حملته الانتخابية.

كما أعادت فرض سلسلة عقوبات أشد صرامة من العقوبات السابقة شملت حتى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

وبغية حرمان ايران من عائدات النفط أعلنت واشنطن أنها ستعاقب أي جهة تقوم بشراء النفط الايراني بحيث تراجعت مبيعات النفط إلى حد كبير.

في شهر مايو/آيار الماضي تعرضت أربع ناقلات نفط إلى هجمات في خليج عمان، وفي شهر حزيران/ يونيو الحالي تعرضت ناقلتان أيضاً لهجومين وحملت واشنطن ايران المسؤولية عنها وترافق ذلك مع حشد الولايات المتحدة المزيد من الجنود والقوات في المنطقة.

وكادت الولايات المتحدة أن تشن حملة قصف جوي ضد أهداف ايرانية في أعقاب اسقاط طائرة أمريكية بلا طيار قرب مضيق هرمز، لكن ترامب أوقف الهجوم قبل عشر دقائق من الموعد المقرر.

“عداء مستحكم”

وبنظرة سريعة على علاقات البلدين يتضح أن العداء كان السمة الغالبة على علاقاتهما، وقد بدأ ذلك مع الإطاحة بحكومة محمد مصدق عام 1953 بعد تأميمه الثروة النفطية لإيران.

ولا زال الإيرانيون يذكرون حتى الآن الدور الذي لعبته المخابرات المركزية الأمريكية في الإطاحة بحكم مصدق، فعندما أطيح بحكم الشاه عام 1979 كانت السفارة الأمريكية في طهران الهدف التالي لمجموعة من الطلاب المشاركين في الثورة.

عام 1951 انتخب مجلس النواب الإيراني مصدق رئيسا للوزراء، وبعدها بأيام قليلة أصدر مصدق مرسوما بتأميم النفط والغاز وهو ما أثار غضبا وخوفا لدى بريطانيا والولايات المتحدة.

ورفض الشاه بعض الأسماء التي رشحها مصدق لتولي مناصب في حكومته فما كان من مصدق سوى الاستقالة، فتلت ذلك عدة أيام من الاضطرابات ما اضطر الشاه إلى التراجع والموافقة على حكومة مصدق.

كما أقر البرلمان مشروع قانون تقدم به مصدق للحد من سلطات الشاه، لكن في أغسطس/ آب 1953 أطاح الجيش بمصدق.

رتبت المخابرات المركزية الأمريكية ونظيرتها البريطانية عملية للإطاحة بحكومة مصدق الذي كان يتمتع بتأييد شعبي واسع وأعادت الشاه محمد رضا بلهوي إلى الحكم.

وبعد العودة إلى الحكم صار الشاه من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وأكثرهم موالاة لها. وكانت إيران منذ بداية الحرب العالمية الأولى ضمن منطقة نفوذ بريطانيا التي كانت تحتكر النفط في البلاد عن طريق شركة النفط الانغلو-ايرانية التي حملت فيما بعد اسم بريتش بتروليوم.

وبعودة الشاه أصبحت إيران خارج دائرة النفوذ البريطاني وتحولت إلى حليف قوي للولايات المتحدة في وجه المد اليساري الذي كان يجتاح المنطقة.

فشن الشاه حملة قمع واسعة ضد اليسار ورجال الدين المعارضين لها واضطر عدد كبير منهم إلى الفرار إلى الخارج.

محطات رئيسية

في عام 1957 وقعت الولايات المتحدة وإيران على اتفاقية حول استغلال الطاقة النووية لأغراض سلمية.

وبعدها بعشر سنوات قدمت الولايات المتحدة مفاعلا نوويا لمركز أبحاث في طهران ووقود المفاعل على شكل يورانيوم مخصب إلى درجة 93 في المئة وهو نفس درجة تخصيب اليورانيوم المستخدم في إنتاج الأسلحة النووية.

وفي عام 1968 وقعت إيران على إتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية وصادقت عليها بعد عامين شريطة السماح لها بالاحتفاظ بالمفاعل واستخدامه لأغراض سلمية.

أطاحت الثورة الاسلامية عام 1979 بنظام حكم الشاه الذي فر إلى الخارج، وعاد آية الله الخميني من منفاه في فرنسا ليتولى منصب المرشد الأعلى للثورة. وبعدها بفترة قصيرة اقتحم عشرات الطلاب السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا عشرات الدبلوماسيين والموظفين لمدة 444 يوما مطالبين بتسليم الشاه لمحاكمته.

قطعت الولايات العلاقات الديبلوماسية مع إيران عام 1980 وحجزت الأصول الإيرانية في الولايات المتحدة وقطعت العلاقات التجارية معها وحظرت تصدير معظم السلع إليها.

وفي نفس العام فشلت محاولة إنقاذ الرهائن الامريكيين المحتجزين في طهران عندما اصطدمت مروحيتان أمريكيتان ببعضهما أثناء عملية إنزال في صحراء لوط وقتل 8 جنود في ه\ا الحادث.

أطلقت إيران سراح الرهائن الأمريكيين عام 1981 بعد أيام من استلام الرئيس، رونالد ريغان، مقاليد الأمور في الولايات المتحدة خلفا لجيمي كارتر.

في عام 1984 صنفت واشنطن إيران في خانة “الدول الراعية للارهاب”.

عام 1986 كُشفت فضيحة إيران كونترا التي كان يتم في إطارها بيع أسلحة أمريكية بطريقة غير مشروعة إلى إيران وكانت الأموال الناتجة عنها تستخدم في تمويل الجماعات المسلحة المناهضة لحكومة نيكاراغوا التي كانت تحمل اسم كونترا.

عام 1988 أسقطت بارجة أمريكية طائرة ركاب إيرانية فوق مياه الخليج، وقُتل جميع ركابها البالغ عددهم 290 شخصاً.

إقرار

في تصريح ملفت غير مسبوق أقرت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت عام 2000 بدور بلادها في الانقلاب ضد مصدق، وقالت: “من السهل إدراك سبب استمرار كراهية أغلبية الإيرانيين لتدخل أمريكا في شؤون بلادهم الداخلية”.

وفي عام 2002 أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش أن العراق وإيران وكوريا الشمالية يشكلون ما سماه بــ “محور الشر” واتهم إيران بامتلاك برنامج سري لإنتاج الأسلحة النووية. وأعلنت جماعة إيرانية معارضة مقيمة في الخارج أن إيران أقامت موقعين لهما علاقة ببرنامجها النووي لم تكشف عنهما وهما “ناتنز” و”آرك”.

Exit mobile version