إيران

محتجون بإيران يشعلون لافتة للمنتخب.. لماذا كل هذا الغضب؟

منذ تفجر التظاهرات في إيران إثر مقتل مهسا أميني، في سبتمبر الماضي، لم يتوانَ المحتجون الشباب عن التعبير عن سخطهم ضد السلطات بشتى الطرق، سواء عبر المسيرات في الشوارع أو الإضراب أو حتى أبواق السيارات وتطيير عمائم رجال الدين، أو الأغاني وركوب المواصلات بلا حجاب للنساء، أو غيرها.

لكن يبدو أن هذا الغضب تحول الآن إلى منتخب كرة القدم، الذي خسر أمس أمام المنتخب الأميركي في مونديال قطر 2022.

فقد أقدم محتجون على إضرام النار في لافتة إعلانية للمنتخب في مدينة دزفول جنوب غربي البلاد، فيما عمت الاحتفالات بمناطق عدة فرحا بخسارته.

فلماذا تحول شعور الإيرانيين بالفخر بمنتخبهم إلى كل هذا الغضب منه؟

لعل الإجابة بسيطة، فقد تحول المنتخب بدوره من داعم للتظاهرات الأسبوع الماضي، إلى ساكت ومتغاض عنها.

تحدي النشيد!

في إشارة دعم واضحة للاحتجاجات في بلادهم، قرر لاعبو منتخب إيران عدم ترديد النشيد الوطني قبل مباراتهم الافتتاحية في كأس العالم لكرة القدم أمام إنجلترا يوم الاثنين الماضي.

إلا أن هذا الموقف انقلب رأسا على عقب بعد أيام قليلة في مباراتهم اللاحقة ضد ويلز، حيث راحوا يتمتمون النشيد، فيما علت صيحات الاستهجان.

ومعه انقلب حب العديد من الإيرانيين لمنتخبهم، فتجلت مواقفهم خلال الساعات الماضية فرحاً بخسارته.

من مباراة أميركا إيران
من مباراة أميركا إيران

إذ أطلق بعض المحتجّين الألعاب النارية احتفالاً بخسارة منتخبهم الوطني، وفق ما أظهرت تسجيلات فيديو تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي.

كما عمت الاحتفالات في مدينة سقز بمحافظة كردستان غرب البلاد، مسقط رأس الشابة أميني.

كذلك شهد العديد من المدن الكردية غرباً ابتهاجاً بتلك الخسارة المريرة! إذ أطلقت ليلاً في مدينة سنندج الهتافات و الأبواق بعد أن سجّلت الولايات المتحدة هدف المباراة الوحيد.

وفي مهاباد، وهي مدينة أخرى في محافظة كردستان، أطلقت ألعاب نارية بعد خسارة إيران.

بدورها أفادت منظمة هنكاو الحقوقية ومقرّها النرويج بأن دراجين إيرانيين احتفلوا بالفوز الأميركي عبر إطلاق الأبواق في مهاباد.

كذلك أشارت المنظمة إلى إطلاق ألعاب نارية أضاءت سماء مريوان الواقعة كذلك في كردستان حيث تشنّ قوات الأمن حملة قمع عنية للاحتجاجات.

كما أطلقت الألعاب النارية أيضاً في باوه وسربل ذهاب في محافظة كرمنشاه، بحسب المنظمة.

اللعب في المنتصف

وكما على الأرض كذلك على مواقع التواصل، شنت حملة “شماتة” بالفريق. إذ تساءل الصحافي الرياضي الإيراني سعيد زعفراني بتغريدة على تويتر “من كان ليعتقد أنّني سأقفز ثلاثة أمتار في الهواء احتفالاً بتسجيل الولايات المتحدة الهدف”.

كذلك أطلقت معدّة برنامج للبثّ الصوتي الرقمي “بودكاست” إيلاهي خسروي تغريدة جاء فيها “هذا ما تناله من اللعب في المنتصف. لقد خسروا أمام الشعب والخصم وحتى الحكومة”.

بدوره، رأى الصحافي أمير ابتهاج المقيم في إيران، بتغريدة على تويتر أن المنتخب “خسر في الملعب وخارجه”.

أما الصحافي السابق حامد جعفري فغرد قائلا “انتهى سيرك فريق الجمهورية الإسلامية لكرة القدم”. وكتب “الآن أنباء القمع لا يمكن أن تخبّأ وراء فوز أو خسارة الفريق المفضّل لقوات الأمن”، في إشارة إلى تسجيلات فيديو تظهر احتفال الشرطة الإيرانية بالفوز السابق الذي حقّقته البلاد على منتخب ويلز خلال انتشارها في الشوارع.

أتت ردود الأفعال تلك بعد أن تعرض المنتخب الإيراني لضغوط حكومية وشعبية على السواء من أجل عدم الوقوف في نتصف الطيق، بل أخذ موقف واضح من الاحتجاجات.

يشار إلى أن الولايات المتحدة أخرجت بفوزها هذا إيران من منافسات كأس العالم وحجزت لنفسها مقعداً في الدور الثاني للبطولة التي تستضيفها قطر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى