ar

إيران.. سياسة “إغراق المنقذين” وخيارات الرد البريطاني

رسالة واضحة إلى بريطانيا، أكبر داعم للاتفاق النووي وأحد القوى الأوروبية الثلاث التي تسعى لمساعدة طهران على تلبية احتياجاتها في ظل العقوبات الأميركية.

أرسلت إيران في عطلة نهاية الأسبوع رسالة واضحة إلى بريطانيا، أكبر داعم للاتفاق النووي وأحد القوى الأوروبية الثلاث التي تسعى لمساعدة طهران على تلبية احتياجاتها في ظل العقوبات الأميركية.. كان فحوى الرسالة: “نحن نشكل خطرا على الجميع”.

لكن على الرغم من ذلك، قررت طهران انتهاك بنود الاتفاق المتعلقة بكمية ومستوى تخصيب اليورانيوم، فيما واصلت الدول الأوروبية حث النظام الإيراني على التقيد بالاتفاق دون أن تتخذ أي إجراء قانوني يتيحه الاتفاق باللجوء إلى آلية فض المنازعات، والتي من شأنها إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران عبر مجلس الأمن.

وجاءت واقعة احتجاز السلطات البريطانية في جبل طارق لناقلة النفط التي تحمل نفطا إيرانيا “غريس 1″، تنفيذا لعقوبات أوروبية على مصفاة بانياس السورية، والتي كان من المقرر أن تتسلم هذه الشحنة من النفط، لتظهر جانبا من السلوك الإيراني، الذي يعود إلى حقبة الثمانينات من القرن الماضي.

فقد أنطلقت التهديدات الإيرانية باستهداف ناقلات نفط بريطانية، وبالفعل، استولى الحرس الثوري على الناقلة “ستينا أيمبيرو” في إجراء يبدو الهدف منه المساومة من أجل إطلاق سراح الناقلة “غريس1” وتحقيق عدد من الأهداف السياسية خارجيا وداخليا.

وبدت بريطانيا حذرة بشكل كبير في التعامل مع اختطاف الناقلة، حيث أكدت التصريحات الواردة من 10 داوننيغ ستريت (مقر الحكومة) في لندن على “تهدئة التوتر”، وعدم السعي إلى التصعيد.

وبموازاة ذلك، هددت بريطانيا بفرض عقوبات تتعلق بتجميد الأموال الإيرانية، داعية طهران إلى التراجع عن هذا النهج الخطير.

قدرات بريطانية محدودة

ونقلت “سكاي نيوز” في لندن عن وزير الدولة لشؤون الدفاع في الحكومة البريطانية، توبايس إيلوود، الأحد، أن الحكومة تدرس “مجموعة خيارات” للتصدي لاعتراض إيران لناقلة النفط “ستينا أيمبيرو”.

وأكد إيلوود أنه “سندرس سلسلة من الخيارات”، لكن الوزير البريطاني اعترف بأن قدرات التدخل البريطانية محدودة.

وقال إن “القوات البحرية الملكية صغيرة جدا على إدارة مصالحنا في العالم. إذا كان هذا ما نرغب فيه في المستقبل، فعلى رئيس الوزراء المقبل الإقرار بذلك”.

ومع ذلك، فقد أكد وزير الخارجية، جيريمي هنت، أحد المرشحين لتولي رئاسة الحكومة خلفا لتيريزا ماي، على أن الأولوية “تبقى إيجاد وسيلة لتهدئة الوضع”.

لندن و”العين بالعين”

وقالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية البريطانية، أليسون كينغ، لسكاي نيوز عربية إن الأفعال الإيرانية “تشكل تهديدا لحرية الأمن البحري”، مشيرة إلى أنه طبقا لمحادثة جرت بين وزيري الخارجية البريطاني والإيراني، فإن طهران تعتبر احتجاز السفينة البريطانية من منظور “العين بالعين”.

“لكن بالنسبة لنا ليس هناك أي مقارنة ولا توجد علاقة بين الحادثتين”، وفقا لكينغ.

وقالت إن الأمر يتطلب “ردا قويا” سيعلنه وزير الخارجية، جيريمي هنت، أمام البرلمان، الاثنين.

واعتبرت المتحدثة أن أمام إيران مخرجا “إذا كفت عن هذه الأفعال الاستفزازية، بما يعيدها إلى طريق السلام، لكن استمرار طهران لن يكون له مردودا جيدا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى