ar

لإضعاف أذرع إيران.. ضربات إسرائيلية في ثلاث دول

غارات مكثفة منسوبة إلى إسرائيل، استهدفت الميليشيات الموالية لإيران في كل من سوريا والعراق ولبنان

شهدت الأيام الأخيرة غارات مكثفة منسوبة إلى إسرائيل، استهدفت الميليشيات الموالية لإيران في كل من سوريا والعراق ولبنان، فيما بدا أنه حملة من جانب تل أبيب لإضعاف أذرع إيران في المنطقة.

ففي سبتمبر 2018، لمّح وزير الجيش الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، إلى أن تل أبيب ستعمل ضد ما وصفها بمصادر التهديد الإيراني في العراق، في وقت كانت الطائرات الإسرائيلية تغير على أهداف إيرانية في سوريا.

وبعد نحو عام منذ هذا التصريح، بدأت بالفعل إسرائيل، وفق تقرير استخبارية غربية وتلميحات مسؤولين إسرائيليين، في توجيه ضربات إلى ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق.

وبدأت تفجيرات غامضة تصيب قواعد ومعسكرات الحشد الشعبي في يوليو الماضي وأغسطس الجاري،  في بغداد ومناطق محيطة.

والأحد، أعلنت ميليشيات الحشد عن تعرض عناصر لها لغارتين عبر طائرتين مسيرتين في بلدة القائم قرب الحدود مع سوريا.

واتهمت الميليشيات الموالية لإيران إسرائيل بتنفيذ  هذه الهجمات وذلك بعد أن نفت واشنطن ضلوعها فيها.

وقبل أيام، لمّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى احتمال ضلوع إسرائيل في هجمات ضد أهداف مرتبطة بإيران في العراق، وقال إن تل أبيب “تعمل ضد إيران في كل الجبهات ضد العدوان الإيراني”، ما فسر عن أنه إشارة ضمنية لضرب الميليشيات الموالية لإيران بالعراق.

وتحدثت تقارير وسائل إعلام غربية، عن هجمات إسرائيلية ضد الحشد، ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، عن مسؤول كبير في الاستخبارات في الشرق الأوسط أن إسرائيل قصفت قاعدة تقع شمالي بغداد في يوليو الماضي، بينما قال مسؤولان أميركيان أن تل أبيب شنت عدة ضربات في العراق في الأيام الماضية الأخيرة.

وفي سوريا المجاورة، تشن إسرائيل غارات بصورة منتظمة هناك تستهدف بصورة أساسية قوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الموالية المتمركزة هناك.

والأحد، قال نتانياهو عبر “تويتر” :”أحبطنا هجوما ضد إسرائيل تم التخطيط لشنه من قبل فيلق القدس الإيراني وميليشيات شيعية. أقول مرة أخرى: إيران لا تتمتع بأي حصانة في أي مكان. قواتنا تعمل في جميع الجبهات ضد العدوان الإيراني. من ينوي قتلك، اقتله أولا”.

وكانت إسرائيل هاجمت، بالصواريخ، أهدافا في سوريا، قالت دمشق إنها تصدت لها عبر دفاعها الجوي، فيما أفادت مصادر أخرى بسقوط قتلى من الميليشيات الإيرانية من جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مواقع جنوبي دمشق.

وطال القصف أقصى ريف العاصمة الجنوبي الغربي قرب المثلث السوري اللبناني مع الجولان، إلى جانب مناطق في ريف ردعا والقنيطرة القريبين من الجولان السوري المحتل.

إيران تلجأ لـ”الوكلاء”

وقال رئيس تحرير مجلة “مختارات إيرانية” في القاهرة، محمد ناجي عباس، في حديث إلى “سكاي نيوز عربية”، إن إسرائيل تركز حاليا جهودها ضد أذرع إيران في سوريا والعراق، وبشكل أقل في لبنان، طالما أنها تحارب ميليشيات حزب الله في سوريا.

وأضاف عباس أن قادة في الحشد زاروا الحدود الفاصلة بين إسرائيل ولبنان قبل فترة، مما يلمح إلى أن طهران قد تستخدم هؤلاء في هجمات ضد إسرائيل.

وكانت وكالة “رويترز” نقلت في أغسطس 2018 أن إيران نقلت صواريخ باليستية إلى الميليشيات الموالية لها في العراق، “لدرء الهجمات المحتملة على مصالحها في الشرق الأوسط ولامتلاك وسيلة تمكنها من ضرب خصومها في المنطقة”.

وتوقع عباس أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من التصعيد في المنطقة، لكن أعرب عن اعتقاده أن إيران ستحاول الرد بطريقة غير مباشرة وغير سريعة.

وقال رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية، إن طهران قد تعمد إلى استهداف مصالح إسرائيلية في مناطق بعيدة عن المنطقة، كما حدث في هجمات الأرجنتين عام 1994 وبلغاريا عام 2012 عبر أذرعها.

ورأى أن إيران تعتمد على الميليشيات كونها لا تستطيع الدخول في الحرب مباشرة مع الآخرين، فتلجأ إلى ما يعرف بـ”الحروب بالوكالة”.

وقال إن إيران قد تستخدم الميليشيات في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة، على أن تتحرك هذه وفقا للحسابات الإيرانية الخالصة.

وأشار إلى تصريح لأمين عام ميليشيات حزب الله، حسن نصر الله، بشأن الوجود في أي مكان تقتضيه الحسابات الإيرانية.

“حزب الله يورط لبنان”

وفي موازاة ذلك، سقطت طائرة استطلاعية مسيرة وانفجرت أخرى بالقرب من المكتب الإعلامي التابع لميليشيات حزب الله ليل السبت-الأحد في ضاحية بيروت الجنوبية.

ويقول الكاتب والباحث السياسي، نوفل ضو، في حديث لـ”سكاي نيوز عربية” إن ميليشيات حزب الله تربط الضاحية الجنوبية لبيروت بالضاحية الجنوبية لدمشق، فمن الطبيعي أن تكون هذه المناطق مسرحا لعمليات عسكرية.

وأشار ضو إلى الاستهداف الإسرائيلي الكبير لجنوب دمشق الليلة الماضية كانت له امتدادات في الضاحية الجنوبية لبيروت.

 وأضاف أنه لا يمكن عزل ما جرى في المكانين عن بعضهما البعض. وقال إن حزب الله يربط الساحة اللبنانية بالساحة السورية والعراقية وبالتالي بالمشروع الإيراني، وهذا ما يعرض لبنان للخطر ويضعه في مواجهة مع إسرائيل التي تسعى لمواجهة هذا المشروع.

 وقال الكاتب اللبناني إن هناك رؤية إيرانية إسرائيلية مشتركة للمواجهة، رغم أنهما يتقاتلان ويتواجهان، إذ إن إسرائيل تقول إن الساحة من لبنان إلى سوريا إلى العراق ساحة واحدة.

وتقول إيران إن مجالها الحيوي يمتد إلى لبنان مرروا بالعراق وسوريا  و”بالتالي هناك اتفاق وحيد بين الطرفين على أن ساحة المعركة مفتوحة على مدى هذه الجغرافيا”، بحسب ضو.

واعتبر ضو أنه يجدر بالحكومة اللبنانية قبل التوجه بالشكوى إلى مجلس الأمن الدولي، أن تستعيد سيادتها على قرارها ومن ثم أن تذهب إلى الأمم المتحدة.

وأضاف أن نصر الله ينسف ما تقول الحكومة، التي تقول شكليا إنها دولة مستقلة ذات سيادة، لكنها على أرض الواقع تتبع للسياسة التي يقررها حزب الله.

وشدد على أن الحكومة اللبنانية ليست صاحبة قرارها وليست سوى ألعوبة في يد الميليشيا الموالية لإيران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى